لحظات غامضة

جلست بجوارها ..... تلامست يدي بيديها الرقيقة

كانت تتألم بشدة ..... وفى لحظة أتت علي مثل يوم عيد

إستيقظت عينها

إبتسمت وظهرت نواجزي

مرحبا بك أيتها السيدة التى حكمت إثنى عشر رجلا

قالت : سأفارقهم لا محالة

قلت لها أطال الإله عمرك

قالت وهل بقائى جواركم أفضل من لقاء الله

هل سأقارن رحمتكم برحمته؟

فقلت لها : ونعم بالله إنه خير من سنلقاه

لكن نحن بإحتياجك

فقالت إذا سألت فاسأل الله

فصمت وصتنا برهة

وتحدثت فجأة وتذكرت أيامي وأنا صغير وأتت بذكريات والدى ووالدتى وذكريات خالاتى وتذكرت الجيران .......... لم تترك أحد إلا وتذكرته

لكنها لم تتذكر أحدا بسوء

ظلت تطلب مقابلة هذا ومقابلة ذاك

حتى غفلت عينها

وغفلت عيني ........ ليتها لم تغفل

أتى الصباح ذهبت إلى العمل وعندما إنتهيت تكاسلت إلى الذهاب إليها بحجة الجوع والاجهاد

رن هاتفى وإذا ها أختى أسرع جدتك فى حالة يرثى لها

ذهبت مسرعا وكانت فى غيبوبة كاملة لا تعلم شيئا

نقلناها إلى المستشفى

وكالعادة كذب علينا الأطباء ....... أربع وعشرون ساعة وستعود صحيحة بإذن الله

وقالوا لنا أننا نكلف الامر أوسع مما نتصور وامرونا بالذهاب

ذهب الكل لكى يأخذ قسطا من النوم

ظل منا رجلا يريد الاطمئنان على هذه السيدة التى إجتمع على محتها الكثير

أخبره الاطباء بوفاتها

وكنت نائما على غفلة عن هذا الامر

ولم أستيقظ إلا فى نداء الاذان

فأخبرونى بالامر

أصابتني صدمة لم أشعر بها من قبل

كانت معى منذ ساعات ....... والآن فارقت الحياة

إنها بضع لحظات

إما أن ندخرها فى الخير وفى صفاء القلوب

وإما أن تضيع فى التفكير فى الشر والمكائد مثل الانعام


إنتهت القصة ..... مثلما ينتهي كل شىء

تحياتي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]